الخميس، 11 يونيو 2009

من الاسلام إلى الإلحاد

ليس غريبا انتقال شخص من فكر إلى فكر آخر
لكن شخصيتنا ليست شخصية عادية

انه العظيم عبدالله القصيمي

فالشيخ عبدالله القصيمي رمز لامع في سماء الوهابية
حتى قيل انه من شيوخ ابن باز نفسه
الشيخ عبدالله القصيمي ( 1907 - 1996م ) أثرى المكتبة الوهابية بمؤلفاته
يحمل لواء هذا المذهب و يذب عنه

فله كتب يناوش فيها الشيعة إن صح التعبير
من أشهرها كتابه ( الصراع بين الإسلام والوثنية )
يرد فيه على الشيخ الشيعي محسن الأمين الذي هاجم الدعوة السلفية



و أخرى يهاجم فيها علماء الأزهر
مثل (البروق النجدية في اكتساح الظلمات الدجوية) يرد مقالة عالم الأزهر يوسف الدجوي
(التوسل وجهالة الوهابيين) المنشورة في مجلة"نور الإسلام" عام 1931 الذي بسببه طرد من الأزهر
و مثل كتاب ( شيوخ الأزهر والزيادة في الإسلام)
و (الفصل الحاسم بين الوهابيين ومخالفيهم)
وكتاب ( الثورة الوهابية)



حتى كان ملهما لقرائح علماءهم و شعراءهم
فها هو شيخ الحرم المكي و مدير دار الحديث حينها يقول فيه
ألا في الله ماخط اليراع
لنصر الدين واحتدم الصراع

صراع لا يماثله صراع
تميد به الأباطح والتلاع

صراع بين إسلام وكفر
يقوم به القصيمي الشجاع

خبير بالبطولة عبقري
له في العلم والبرهان باع

يقول الحق لا يخشى ملاماً
وذلك عنده نعم المتاع

يريك صراعه أسداً هصوراً
له في خصمه أمر مطاع

كأن بيانه سيل أتيّ
تفيض به المسالك والبقاع

لقد أحسنت في رد عليهم
وجئتهم بمالا يستطاع



يقول الشيخ حسن القاياني بمجلة المقتطف -العدد 10 فبراير 1947 :
(معسكر الاصلاح في الشرق، قلبه هو السيد القصيمي نزيل القاهرة اليوم، نجدي في جبته وقبائه ، وصمادته وعقاله ..)



لكن الشيخ عبدالله القصيمي انقلب على الفكر السلفي والديني ليؤلف
كتاب (هذه هي الأغلال)
و ( يكذبون كي يروا الله جميلا)
و (العرب ظاهرة صوتية)
و بدا يتغير لقبه عندهم من الشيخ إلى الملحد
و يصبح في مرمى السلفيه
فهاهو الشيخ السلفي راشد بن صالح بن خنين يقول
هذا القصيمي في الأغلال قد كفرا
وفاه بالزيغ والإلحاد مشتهرا



هذا الذي "بصراع" و"البروق" أتى
بالزعم منتسباً للدين منتصرا



من بعد نصرته للدين في كتب
أضحى يفنده! يا بئس ما ابتكرا



أما ابن باز عبدالعزيز فيقول فيه :الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد. فإني لما قرأت هذه القصيدة السديدة. التي أنشأها الفهم الأديب واللوذعي الأريب، الشاب الفاضل راشدبن صالح بن خنين زاده الله علماً وفهما وجدتها قد وافقت الحق الذي يجب اعتقاده في هذا الباب، وزيفت كثيراً من أضاليل هذا الزائغ المرتاب. فإن هذا الضال القصيمي قد أكثر في كتابه من أنواع الضلال والكفر والإلحاد، ليضل بها الناس عن الحق والهدى ويدعوهم بها إلى نبذ الدين وسلوك مسلك أعداء الله الكافرين في حب الدنيا وإيثارها على الآخرة، وطلبها بكل طريق أوصل إليها سواء أباحه الشرع أو حظره



كان انقلاب الشيخ القصيمي بمثابة الزلازال لما كان يحتله من مكانة مرموقة
فما الذي دعاه لهذا التحول الكبير برأيكم ؟

وهو الموصوف بالذكاء والشجاعه وبحسب رأي شيوخ الطين ؟!


و هذه بعض أقوال الشيخ عبدالله القصيمي الرمز الاسلامي الوهابي السابق والمنقلب عليهم


* " إن القتل والبذاءة باسم العقيدة أو المذهب أو الدفاع عن العدل أو الحرية، هما قتل وبذاءة بالتوحش الذاتي والرغبة النفسية، بُررا تبريراً أخلاقياً وعقائدياً، بل حولا إلى عقيدة وأخلاق ..

* "أنا أرفض أن أموت، أن يموت أبني، أن يموت صديقي، أن يموت أي إنسان، أن يموت خصمي، أن يكون لي خصم! أنا أرفض ذلك تحت أي شعار، تحت أي فكرة تختفي وراءها أضخم الأكاذيب وأفجر الطغاة والمعلمين، لهذا أنا أرفض التعاليم والمذاهب التي تعلمني كيف اكون قاتلاً، كيف أكون مقتولاً، كيف أؤمن بذلك، كيف أهتف لمن يدعونني إليه، لمن يوقعونه بي.."

* "إننا نعتقد أن هذه الجماعات المنسوبة إلى الدين، الناطقة باسمه لو أنها استطاعت الوثوب على الحكم ووضعت السلاح في يدها لحكمَ البشرَ عهدٌ من الإرهاب يتضاءل إزاءه كل إرهاب يستنكره العالم اليوم، وهذا أمر يجب أن يعرفه أولوا الرأي والمقدرة وأن يحسبوا له الحساب قبل فوات الأوان، ولن تجد أقسى قلباً ولا أفتك يداً من إنسان يثبُ على عنقك ومالك، يقتلك ويسلبك، معتقداً أنه يتقرب إلى الله بذلك، ويجاهد في سبيله، وينفذ أوامره وشرائعه!! والسوء لمن ناموا على فوهة البركان قائلين: لعله لا ينطلق.. "

* "لا يجب أن نعجب إذا وجدناً مخبولاً يهذي ويُمَنِّي بالمستحيلات، فقد نجح وأخذ برقاب الآلاف أو مئات الآلاف أو الملايين من هذه القطعان البشرية، يقودها حيثُ شاء، فإنه قد هاجم أضعف جانب فيهم- وهو جانب الرجاء والأمل- فقد انتصر عليهم دون عناء! وعلى هذا فمن البعيد الصعب الوقوف في سبيل هؤلاء المخادعين وفي سبيل استيلائهم على الجماعات بواسطة التلويح لها بآمالها، وعلى هذا يجب ألا يعد نجاح هؤلاء دليلاً على أن لهم قيمة بل يجب أن يعد دليلاً على ضعف النفس الإنسانية المؤملة المرجية .. "

* "الشعوب العربية لا تعترف بقيمة النقد، بل لا تعرفه، إن النقد في تقديرها كائن غريب كريه، إنه غزو خارجي ، إنه فجور أخلاقي ، إنه بذاءة، إنه وحش فظيع يريد أن يغتال آلهتها ، إن النقد مؤامرة خارجية ، إنه خيانة، إنه ضد الأصالة ، إنها لذلك تظل تتغذى بكل الجيف العقلية التي تقدم إليها، لا تسأم التصديق ولا تمل الانتظار، إن أسوأ الأعداء في تقديرها هم الذين يحاولون أن يصححوا أفكارها وعقائدها أو يحموها من لصوص العقول ومزيفي العقائد، وبائعي الأرباب ، إن تكرار الأكاذيب والأخطاء والتضحيات لا يوقظ فيها شهامة الإباء أو الشك أو الاحتجاج، لقد جاءت مثلاً أليما في الوفاء والصبر والانتظار لكل مهدي لا ينتظر خروجه "

* " إنه لا يمكن أن تكون ثورة بدون أصوات عالية، إن الأصوات العالية تستهلك حماس الإنسان وطاقته، إنها تفسد قدرته على الرؤية والتفكير والسلوك الجيد، إن الأصوات العالية هي الثمن السخي الذي تهبه الثورات للمجتمعات التي تصاب بها، إن الأصوات العالية هي العقاب الغوغائي الذي تعاقب به كل ثورة أعصاب ووقار مجتمعها"

* " ما أوقحك وأكثر ذنوبك أيتها الشعارات، ما أوقحك في فم الطاغية، في أجهزته، في فلسفته، ما أوقحك في فم المعلم والكاتب والخطيب والواعظ، كم كذبت ؟ كم قتلت؟ كم خدعت، كم سرقت، كم هيجت؟ إني أخافك، إني أحتقرك أيتها الشعارات "